- نورس المصفي كتب:
- عندما سمع ادونيس هذه القصيدة قال : بدي الجبل هو اخر حجة في الكلاسيكين
قال قصيدته هذه في رثاء ابنته التي توفيت اثناء ولادة طفلها- محمد -الذي هو اليوم المدير العام للسينما في سورية
[ سـل الجمر هل غالى وجنّ وعذبا
كفرت به حتى يشوق ويعذبا
ولا تحرميني جذوة بعد جذوة
فما اخضل هذا القلب حتى تلهـبا
ومانال معنى القــلب إلا لأنه
تمرغ في سـكب اللـظى وتـقلبا
هبـيني حزنــا لم يمر بمهجة
فما كنت ارضى منك حزنا مجربا
وصوغيه مشبوب اللظى
وتخيري لآلامه ما كان أقسى وأغربا
وصوغيه كالفنان يبدع تحفة
ويرمقها هيمان نشوان معجبا
***************
للحديث تتمة عن الشعر الذي ابى ان يظل بشكل واحد وصورة واحدة الشعر .. والذي يرفض د.زياد الاعتراف به وبشاعريته فيطالعنا معتذرا من رواد الموقع لعدم استقباله الشعر الحديث في تهكم يبعث على الدهشة ان يكون هو لا احد سواه .......معللا موقفه أن:اوجدو له اسما آخر غير الشعر ؟؟؟
مع انه ناتج طبيعي لتمازج الثقافات التي مرت بنا وهواصلا وامتداد لتاريخ عبقرية امرء القيس والمتنبي و جزء لا يتجزأ من من حركة التطورالفكري والادبي فنجده-دكتورزياد -
يخرج علينا شاهرا سيف العداء (المثلم) لاويا عنق اللغة والشكل والصورة 0ليكون الشعر كما يراه :هو هذا القالب الذي كتب به زهير حكمته وامرء القيس مجونه .. مصرا على قراءة الشعر بطريقة الاحزاب : الى اليمين در .....
غير فاسح المجال للشجرة ان تكون حبيبة ......ولا للقمر ان يكون شاهد زور ..
يقول الحطيئة
الشــــــــــعر صعبٌ وطــويلٌ ســـلمه*****إذا ارتــــقى فيــــــه الذي لا يعلمـــــه
زلت بـــــــه نحــــــو الحضيض قدمه*****أراد أن يرفعــــــــــه فيخفضــــــــــــه
والشــــــــعر لا يسطيعه من يظــــلمه
وما يسمى الشعر الحديث يستطيع أن يرتقيه الأعرج , ودون خوف الزلل ,صحيح أن هناك صور شعرية غاية في الجمال عند نزار قباني و غيره , لكن الصورة الشعرية لا تكفي وحدها , لتصنع شعراً , فلا بد لها من إطار ,وبوضعها داخل هذا الإطار, تصبح شعراً .
لماذا (ما يسمى الشعر الحديث) ليس شعراً؟ برأيي المتواضع ـ والذي يلتقي مع آراء الكثيرين ـ لسببين:
الأول: ظاهري,شكلي و الثاني : جوهري بنيوي. الظاهري: بيت الشعر كالبذلة الرسمية , أنصار ما يسمى الشعر الحديث يدعون أنهم مازالوا يستخدمون نفس لبنات الفراهيدي , هذا صحيح, لكني أراهم نزعوا ربطة العنق من مكانها وربطوها حول الخصر. و الكم الأيمن استبدلوه برجل البنطال اليمنى و هكذا........! ولنفرض أنهم بمعجزة ما استطاعوا أن يقدموا لنا شكلاً جميلاً , لكن من المؤكد أنه لم يعد تلك البذلة .
الجوهري: هو اتجاه التطور !؟ لو فرضناه كذلك . فهذه الخطوة من التطور أنقصت التفعيلات التي في بيت الشعر إلى تفعيلة واحدة , وهنا السؤال : هل سيتطور هذا الشيء مستقبلا أم لا؟ فإن كان الجواب بالنفي فهذا المولود سيفنى , وإن كان الجواب بالإيجاب فسوف نصل في مرحلة معينة إلى القصيدة الحرفية , قصيدة حرف الألف مثلاً , والتي يتألف شطرها الأول من مائة حرف والثاني من خمسين و الثالث من .......إلخ , وربما في فترة تطورية لاحقة سيخرج علينا مجددٌ بقصيدة مثل التالية:
ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص
. . . . . . . . . .
فإن أنت قرأتها بالصاد اتهمك بالجهل لأن القصيدة بالضاد , وهذه من القصائد العادية لا سلسة ولا بسيطة المعاني مثل قصائد الكاف أو الواو ....... إلخ , ولا مكثفة مثل قصائد الحاء و الخاء وغيرها , فما بالك بقصائد قمة البلاغة من ضروب قصيدة حرف الثاء!!!!؟
بالتالي هذا المولود فانٍ فانٍ فانٍ , إذا سميته شعراً . وهل إذا جئت بالسياب و البياتي و الملائكة و القباني , فرادى أو مجتمعين , هل يستطيع أيٌّ منهم تذكر قصيدة واحدة له ؟!!!! بينما إلى الآن ما زلنا نحفظ ونردد قفا نبكِ .
لذا أنا , وبكل تواضع مع من يقول فليختاروا أي اسم آخر لذاك الفن الأدبي غير الشعر؟ وحسنا صنع د. زياد بوضع هذا الشعار في غرة الموقع.
نواف الحسن