عبيد بن الأبرص بن عوف بن أسد، وهو شاعر جاهلي قديم من كبار المعمّرين يقال أنه مات وله ثلاثمائة سنة. أدرك امرؤ القيس و يقال أنه لقي النعمان في يوم بؤسه فقال النعمان: هلا كان هذا لغيرك يا عبيد: أنشدني فربما أعجبني شعرك. فرد عبيد: حال الجريض دون القريض (يريد: حال جفاف الريق دون الشعر) فقال النعمان: أنشدني: أقفر من أهله محلوب. فأنشد عبيد: أقفر من أهله عبيد فاليوم لا يبدي ولا يعيد , فما كان من النعمان إلا أن خيره بطريقة موته، فاختار أن يسقى حتى يثمل ثم تقطع عنقه. فأجابه النعمان ففعل كما أراد.
أقفرَ من أهــــــــلهِ ملحوبُ*****فالقطبيّــــاتُ فالذنــــــــــــوبُ
وبدّلت منهمُ وحوشــــــــــاً*****وغيّرتْ حــــــالها الخـــطوبُ
أرضٌ توارثها الجـــــــدودُ*****فكلُّ من حــــلَّها محـــــــروبُ
إمّا قتيلاً وإمّـــــــا هُلـــــكاً*****والشـــــيبُ شــينٌ لمن شـــيبُ
عيناكَ دمعهما ســـــــروبُ***** كأنّ شـــــــأنيهما شـــــــعيبُ
واهيـــــةٌ أو معينٌ معـــــنٌ*****أو هضبةٌ دونـــــــها لــــهوبُ
تصبـــو وأنّى لكَ التصابي*****أتى وقـــــد راعــكَ المشــيبُ
فكلُّ ذي نعمــــــةٍ محلوسٌ*****وكلُّ ذي أمــــــلٍ مكــــــذوبُ
وكلُّ ذي إبـــــــلٍ موروثٌ*****وكلُّ ذي ســــــلبٍ مســــلوبُ
وكلُّ ذي غيبــــةٍ يــــؤوبُ*****وغـــــائبُ المـــوتِ لا يؤوبُ
أعـــــــاقرٌ مثل ذاتِ رحــمٍ*****أو غانــــــمٌ مثلُ مـــن يخيبُ
من يســــألِ الناسَ يحرموه*****وســـــــــائلُ الله لا يخـــــيبُ
بالله يـــــــدرك كلُّ خـــــير*****والقولُ في بعضــــــهِ تلغيبُ
والله ليسَ لــــــــهُ شــــريكٌ*****عــــــلاّمُ ما أخـــفتِ القلوبُ
أفلِح بما شـــــئتَ قــــد يبلغُ*****بالـضعفِ وقد يخدعُ الأريبُ
لا يعظُ النــاسُ مـن لا يعظِ*****الـــــــدهرُ ولا ينفــعُ التلبيبُ
ســاعد بأرضٍ تكونُ فيـــها*****ولا تـــقل إننـــــي غــــريبُ
والمرءُ ما عاشَ في تكذيبٍ*****طـــــولُ الحـــــياةِ لهُ تعذيب